Duration 15:36

(6) تعريف الاستعارة وأركانها وعلاقتها وتمهيد لها شرح بلاغة ثالثة ثانوي أزهر 新加坡

Published 25 Feb 2021

اختبر نفسك على هذه الحصة من خلال الرابط التالي: https://forms.gle/gW1QSiRu5HhGLaqm8 تعريف الاستعارة: الاستعارة في اللغة: مأخوذة من قولهم: استعار فلان من فلان الشيء أو المال، إذا طلبه عارية. وفي الاصطلاح: هي اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في اللغة؛ لعلاقة المشابهة بين المعنى الحقيقي والمجازي، مع قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي. انظر إلى قولنا: «رأيت أسدا يرمى الأعداء» تجد أن كلمة «الأسد» استعملت في غير معناها الحقيقي، وإِذا تأملت رأيت أن ِّ هناك علاقة بين المعنى الأصلي للأسد وهو الحيوان المفترس، وبين المعنى المجازي الذي استعمل فيه وهو الرجل الشجاع، وهذه العلاقة هي المشابهة؛ لأن الشخص الجريء المقدام يشبِه الأسد في جسارته وجرأته، والقرينة التي منعت من إرادة المعنى الحقيقي للأسد هي لفظة «يرمي»؛ لأن الأسد الحقيقي لا يرمي الأعداء بالسهام. -ثم انظر إلى قول ابن العميد: قامت تظللني ومن عجب*** شمس تظللني من الشمس. تجد أن ُ كلمة «شمس» في الشطر الثاني استعملت في معنيين: أحدهما: المعنى الحقيقي للشمس، وهي الكوكب المعروف، والثاني إنسان ُ وضاء َ الوجه يشبه الشمس في الإشراق والتلألؤ، وهذا المعنى غير حقيقي، وإِذا تأملت رأيت أن هناك علاقة بين المعنى الحقيقي للشمس، والمعنى المجازي الذي استعملت فيه، وهذه العلاقة هي المشابهة؛ لأن الشخص الوضيء الوجه يشبِه الشمس في الإشراق، والقرينة المانعة من إرادة المعنى الحقيقي هنا هي لفظة «تظللني»؛ لأن ُ الشمس الحقيقية لا تظلل. علاقة التشبيه بالاستعارة مر بنا أن التشبيه أربعة أركان: 1ـ المشبه. 2ـ المشبه به. 3ـ وجه الشبه. 4ـ أداة التشبيه. ويجوز ذكر هذه الأركان كلها فتقول: «محمد كالأسد في الشجاعة،» ويجوز حذف وجه الشبه فتقول: «محمد كالأسد،» ويجوز حذف الأداة فحسب، فتقول: «محمد أسدفي الشجاعة،» ويجوز حذف الوجه والأداة، فتقول: «محمد أسد،» ولا يجوز مطلقا حذف الطرفين. وعليه فإننا نفهم من الكلام السابق أن التشبيه لا بد فيه من ذكر الطرفين الأساسيين، وهما (المشبه، والمشبه به) فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيها، بل يصبح استعارة. لاحظ الفرق بين قولنا: «الجندي أسد،» و«رأيت أسدا يتكلم» و«الجندي يزأر وهو يفترس الأعداء». فالمثال الأول: تشبيه بليغ؛ لوجود المشبه «الجندي،» والمشبه به «أسد،». والمثال الثاني: استعارة تصريحية لحذف المشبه «الجندي» والتصريح بالمشبه به «أسد» والمثال الثالث: استعارة مكنية لحذف المشبه به «أسد» وذكر المشبه «الجندي،» ووجود صفة من صفات المشبه به المحذوف ترشد إليه وتدل عليه وهي لفظة يزأر، فإن الزئير من صفات الأسود لا من صفات الجنود. -أعد التأمل في الأمثلة السابقة تلحظ أن الذي يسميه البلاغيون في باب التشبيه «المشبه» يطلق عليه البلاغيون في باب الاستعارة «المستعار له». والذي يسميه البلاغيون في باب التشبيه «المشبه به» يطلق عليه البلاغيون في باب الاستعارة «المستعار منه«. والذي يسميه البلاغيون في باب التشبيه «وجه الشبه» يطلق عليه البلاغيون في باب الاستعارة « الجامع». أركان الاستعارة 1ـ المستعار له (وهو المشبه.) 2ـ المستعار منه (وهو معنى المشبه به.) 3ـ المستعار: وهو لفظ المشبه به الذي استعرته لغيره. 4ـ الجامع (وهو وجه الشبه.) ولا بد في الاستعارة من عدم ذكر وجه الشبه، ولا أداة التشبيه، بل ولا بد ـ أيضا ـ من تناسي التشبيه، الذي من أجله وقعت الاستعارة، والادعاء بأن المشبه والمشبه به صارا شيئا واحدا على سبيل الامتزاج والالتحام حتى جاز لنا إطلاق أحدهما على الآخر، ولولا وجود القرينة ما تنبهنا لهذه الاستعارة، وأن اللفظة استعملت في غير معناها الحقيقي، حتى صار لها وقع حسن، وأعطت الكلام قوة وتأكيدا، وأكسبته رونقا وجمالا. فإذا قلت: «فلان يتحدث بالدرر» فالقرينة هي يتحدث، والمستعار له: هو الكلام المشبه المحذوف، والمستعار منه هو الدرر، وهو المشبه به المصح به في العبارة، والجامع بينهما: الحسن، وقوة التأثير، وهو وجه الشبه

Category

Show more

Comments - 18